يقدم المعرض حوارًا بصريًا بين أعمال النحات المعاصر ياغو (جاكوبو كارديلو، مواليد 1987) ولوحة "سلة الفاكهة" الشهيرة للفنان الإيطالي كارافاجيو، أحد رموز الفن الباروكي.
لكن المفارقة التي يطرحها ياغو حادة وصادمة: فبدلًا من سلة الفاكهة، تأتي أعماله بسلة مملوءة بالأسلحة، من مسدسات وبنادق ورشاشات، منحوتة بدقة من الرخام الأبيض. مادة نبيلة في مواجهة أدوات الدمار. إنها طبيعة صامتة جديدة، بلا حياة، لكنها تنطق برفض حاد للعبث الإنساني.
ياجو، الذي يمثل إيطاليا في معرض إكسبو أوساكا 2025 بعمله "الجهاز الدوري"، يؤكد أن الفكرة وُلدت صدفة، حين ناقش مشروعه مع إيولي سيينا من مؤسسة أرثيميسيا، التي بدورها نقلت الاهتمام إلى إدارة مكتبة أمبروسيانا. وسرعان ما تحوّل الحديث العابر إلى مشروع فني مكتمل.
يقول الفنان في حواره مع وكالة الأنباء الإيطالية "الطبيعة الصامتة تحرر الفنان من الحاجة إلى رواية قصة. وفي هذا الصمت، تكمن مشاعري.
أشعر بالاشمئزاز والضيق مما نعيشه في زمن التواصل الزائف. لا أستطيع أن أحكي، بل أُشكّل صورًا تُعبّر عني".
ويضيف "في لوحة كارافاجيو، يمكننا تذوق التفاحة، فيها أثر لحياة تُقاوم الزوال. أما في أعمالي، فلا فن، ولا اختراع، بل إعادة تشكيل واقع قاتم: أدوات موت صممها وأتقنها آخرون. دوري هو فقط أن أُعيد ترتيبها لتُفصح عن شيء لا يُروى".
سلة الرخام، بالنسبة لياجو، ليست مجرد مجاز، بل صرخة فنية ضد عبثية الإبداع المسخّر للموت، وضد تاريخ لا نتعلم منه.
وقال"نعيش في عالم لا يضع الحب والتواصل في المقدمة، بل يكرر أخطاءه ويُسيء التعلّم منها. هذا هو الإرث الذي نواصل تغذيته." ورغم التشكيك في اعتبار أعماله فنًا، يصر ياجو على أن جذور عمله تنبع من إعادة قراءة التراث بلغة معاصرة، مؤكدًا "التراث ليس لغة ميتة، بل يتحدث إلينا حتى اليوم. فيه أتعرف إلى ذاتي. ما أفعله ليس سعيًا وراء نظام فني أو شهرة، بل تعبير عن هوية حقيقية. وإذا جرّدنا كل البنى الزائفة، فسيبقى جوهر ما أفعله". (أنسامد).
ALL RIGHTS RESERVED © Copyright ANSA